تسلل الى فراشه في هدوء وأطلق العنان لخياله الخصب ليتجول عبر العالم يرصد أحداثه ويعبر عن احباطاته الشخصية وامتعاضه من الساسة والمسوسين ، دون أن تلاحقه أجهزة الأمن أو ترصده عيونها النشطة، أشاح بفكره عن هذا الواقع المرير وعاتب نفسه لماذا تفسد عليه سكونه وخلوته بتلك القضايا والمعضلات التي تقض المضجع وتمنع السكينة من الانسياب الى الوجدان، استسلم لهذا الشعور الجميل لكن صرخة مدوية قطعت عليه لحظته قبل الركون اليها، انها امرأة شمطاء، ترتدي أسمالا بالية، تلتحف السماء وتنتعل التراب، على وجهها معاناة السنين واكراهات واقع مرير رسمه الزمن على محياها بكل تفنن، انتفض قائما من مكانه: مابك سيدتي؟ من أنت؟ أين أبناؤك؟ أهلك؟ هل أنت تائهة؟ بل مفقودة يابني : أجابته بكل مرارة، ألم تعرفني؟ وكيف يتسنى لك ذلك وقد ألغيت من المناهج الدراسية؟ فاستجمع شجاعته وبادرها : هل أنت احدى سيدات التاريخ التليد؟ ردت عليه بكل حرقة وانكسار وعتاب: ألم تعرفني بعد ؟ وقد أخذت بتلابيبه بكل شراسة هذه المرة وهي تصرخ بحنق وانتعاض: أنا مفقودة منذ زمن بعيد وأبحث لي عن منقذ: اني [القومية العربية)، أحس بقشعريرة قوية تجتاحه كالحمى فتلعثم، مهلا، مهلا، سيدتي انتظري أنا مجرد خيال مواطن مغلوب على أمره، لايغرك هذا السرير الوثير ، المريح، انه تبرع من غوث اللأجئين، ابتعدي عني لاأريد أن أتهم بالارهاب والتطرف والعنصرية، وربما أجدهم يصادرون خيالي ويودعونه غياهب السجون، لاأنكر أني أتوق اليك كالظمآن للماء والهواء وأحترمك وتشرفني مساعدتك لكن الحل ليس بيدي، لقد ذكرتني بمقطع لنزار قباني في احدى قصائده:
كيف تبكي أمة سرقوا منها المدامع؟
تصوري حتى الدموع عجزنا أن نعبر بها، فكيف بما تطمحين اليه؟ فتوارت عنه وهي تردد وكأنها هلوسة محموم: لن اجد لشعري مصففا ماهرا ولا ثوبا يستر عار امتي ولا حلي الشجاعة تزين معصمي فلا نعال الابطال تهز ارض الطغاة ..أنقذوني,أنقذوني,أنقذون ي....هل بكم صمم؟
مع تحياتي....
كيف تبكي أمة سرقوا منها المدامع؟
تصوري حتى الدموع عجزنا أن نعبر بها، فكيف بما تطمحين اليه؟ فتوارت عنه وهي تردد وكأنها هلوسة محموم: لن اجد لشعري مصففا ماهرا ولا ثوبا يستر عار امتي ولا حلي الشجاعة تزين معصمي فلا نعال الابطال تهز ارض الطغاة ..أنقذوني,أنقذوني,أنقذون ي....هل بكم صمم؟
مع تحياتي....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق