الخميس، 20 مارس 2014

صراع عجيب





لاأحد يدعو في لحظة كرب وضعف ومرض وبلاء .إلا ويصعد الدعاء الى خالقه .فيعارضه البلاء ويتصارعان فيصرعه الدعاء بفضل الله وجوده وكرمه.فيجب أن نقوي من الرجاء للخالق لانغفل ولانمل ولانكل. يكون دعاؤنا من فصيلة أدعية الصالحين التي تعتبر بمثابة ورد لهم .دائمي الدعاء والتضرع الى خالقهم. وهم ربما من الذين لو وضعوا أكفهم الى السماء لأستجيب لهم من أول (يارب) لكنهم اعتبروا أدعيتهم صلة دائمة وكاملة مع ناشئهم من العدم.
إن البلاء امتحان قوي أنزله المولى بالمخلوق لكن لدي غريمه الذي يقضي عليه ألا وهو الدعاء الخالص لله عز وجل بالغدو والاصال والصباح والمساء. وعشية وضحاها.وتكون هناك مناجاة ربانية في الثلث الأخير من الليل , وقت التهجد فهناك غفلة الكثيرين. ويذكر أن في الليل ساعة ينزل الخالق الى الأرض فينادي. هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من مذنب فأتوب عليه؟ يعني أن في تلك اللحظات تكون الدعوة مستجابة. لكن أين المحظوظون الذين سيكونون حاضرين للقاء خالقهم واستقبال رحمته وغفرانه واستجابة دعواتهم؟.
السواد الأعظم إما يغط في نوم عميق أو أمام شاشة التلفاز أو الكومبيوتر أو في الملاهي والمراقص الليلية يحتسي الخمور ويلعب القمار  ويغازل الغانيات . المومسات. وينتهي به الليل في إحدى الشقق المعدة سلفا للدعارة. هذا العالم الفقير الى الرحمة والغفران والتوبة والهداية الى الصراط المستقيم. لكن متى سيستيقظ؟ لست أدري هو سؤال عريض , ربما سيجعل البلاء ينتصر على هاته الفئة _إذا لم تلحقها العناية الإلهية_ فسيجد نفسه سيد الموقف فلا دعاء يردعه. ولا استغفار يخفف منه. ولاصلاة تقلصه.ولاذكر يطرد شيطانه.فالله أسأل أن ينتصر دعاؤنا على بلائنا فيصرعه.
صراع عجيب بين الدعاء والبلاء أردت أن أسجله عسلى الله أن يضعه في ميزان حسناتي يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم....
 مع خالص التقدير
27_07_2010
العرائش 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق